الوردة
اطرقت النظر الى الارض محاولة ان ترى ماعليها ومافيها ظلت محدقة لوقت طويل علها تعرف من وقف مكانها يوما وماكان على هذا المكان في ما مضى
خاطبت نفسها لو كنت استطيع الطيران لطرت مخافة ان امشي على ارض يحتوي جسد انسان قد التهمته الارض وطرحت احلامه عليها ليدوسها اقدام الغافلين وتبكيها قلوب العارفين ظلت في تاملها حتى سمعت صوتا يناديها – سيرين سيرين التفتت لترى من يناديها فلم تجد احد هزت رأسها خيفة ان تكون من شدة التفكير قد اصابها الجنون الان الصوت ناداها مرة اخرى
صاحت بصوت يملؤه الخوف من هناك من ينادي
اتاها الصوت قائلا انا سيرين ألم تريني
اجابته من انت واين انت
خاطبها هنا امامك حيث تقفين
بحثت فيما حولها علها تراه لكن لم يكن هناك سواءارض رمادية عليها بعض الحجارة الصغيرة ووردة صغيرة لا يلتفت لها احد لذبولها وغياب رونق لونها الاحمر
قالت لايوجد احد هل تسخر مني
اجابها قائلا بل انا هنا امامك لشدة الامي وعذابي لم تريني لكني اراك لانك املي سيرين انا هذه الوردة الذابلة القابعة بجوار قدميك
انحنت سيرين على الوردة تتفحصها ولذهولها كانها رات عينان فيها يملؤهما الحزن
فقالت بصوت مرتعش هل انتي مسكونة بجني فلا يوجد وردة لها عينان غيرك
قالت الوردة :لست مسكونة بجني وان كنت اتمنى ذلك انني روح معذبة اسرتها الارض ولم تتركها تمضي الى السماء بعد ان حررها الموت من الجسد
تعجبت سيرين من قولها فسالتها :وكيف تاسر الارض ما لا تملكة
اجبتها الوردة :ياصديقتي كنت اضن مثلك ان الارض لا تاسر روحا وانها بعد الموت تعود الى عليائها حتى مت ولم احلق بل كبلت اكثر ممنا كنت
اجابتها سيرين ولكن كيف ومن انت ايتها الوردة المعذبة
اجبتها الوردةبحزن واسى انا حلم وفكرة انا دمعة وابتسامة انا ارض وسماء انا اشياء كثيرة لكنها غريبة
مهلا استوقفتها سيرين قائلة :ان كنت كما تقولين فلما الحزن في حديثك
صمتت الوردة لحظة. انا مثلك سيرين سرت على الارض قبل ان تلتهمني كنت محملة بالاحلام ولامال سعيت كثيرا لتحقيق احلامي صفعتني الاقدار باكثيرمن الالم لكني واصلت المسير بكيت وضحكت من المي ودائما كنت اقول الغد لي حت اتى الغدبما لا يروقني بعد ان حققت حلمي وبنيت بيتي الكبير الملي بالعلم الذي لاينطق الابالحق ولايصيح الابة من اويت فية من يكرهني قبل من يحبنى واسكنت فية عدوي قبل صديقي احمي فية ضعيفهم واداوي جراح قويهم كان بيتي الكبير ملاذ لكل ضعيف وماؤى لكل محروم جعلتة سيف الحق للناس زينتة بالنوافذووزرعت فية للنماء والبساط ليكون مريح كنت قد اشتريت لة باقة من الزهور الجميلة وان كانت تبدوللبعض هزيلة كنت سرعها وانميها كما فعلت مع بيتي الاان الارض جاعت يوما فلم تجد عند المساء في فرحة عيد لتحتفل بة سواءجسدي المضنى من التعب المحمل بالامل لتلتهمة وكان لها ماارادت عندها ظننت اني سوف اتحرر من سجن الجسد المقاتل لتحق روحي الى السماء وتكون حرة ترقب بيتها وهو ينمويكبر ويزهو
صمتت الوردة وقد ملى الم وحزن عينيها
سالتها سيرين ماذا حدث بعد ذلك ياوردتي
رفعت الوردة عيناها وقالت ما ترين امامك
اجابتها سيرين ارض رمادية عليهاحجارة صغيرة
اجابتها الوردة هذا هو بيتي
لم تصدق سيرين ما سمعت قالت لكن بيتك كبير ضم الصديق والعدو القوي والضعيف واين زهورك التى زرعتها من اقتلعها
اجابتها الوردة والعبرة تغصها:صديقي خانني وعدوي نبذني وقويي ظلمني وضعيفي تركني وزهوري ذبلت فلم تجد قلبا يسقيها مثلي
قطفتها اليدي القاسية وسحقتها الاقدام الحاقدة من احببتهم يوما ...
لم يبقى سواي يا سيرين ارقب بيتي ينهار امامي عجز عن رعايتة الخرين فذبلت ونزويت وظللت اسيرة الى الارض محرومة من السماء بذنب دموع زهوري التي ظلت مثلي معذبة لا هي ازهرت واورقت ولا ماتت ورتاحت
صمتت الوردة تغلبها الحسرة سقططت من عيني سيرين قطرات من الدموع على الوردة فرفعت عيناها اليهامبتسمة لاتبكي فدموعك تزيد من المي والكن احملي قلمي واملي وبني بيتي فانت مثلي فاكملي مسيري وسظل هنا ارقبك ولتكن روحي مع روحك لتظل ازهاري متفتحة واوراقها مغنية بان الغد لنا ولو متنا