تجرى الخرطوم استعدادات على قدم وساق لتكون مسرحا للمباراة الفاصلة بين منتخبي مصر "الفراعنة" والجزائر "محاربي الصحراء" فى ختام تصفيات المجموعة الأفريقية الثالثة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، ويكون من نصيب الفائز البطاقة العربية الوحيدة فى المونديال.
ومنذ أن أعلن الحكم الجنوب إفريقي جيروم دامون صافرة النهاية لمباراة منتخبي الفراعنة ومحاربي الصحراء السبت على ملعب ستاد القاهرة، والتى انتهت بفوز الفراعنة بهدفين نظيفين، بدأت الخرطوم استعدادات كبيرة لاستقبال هذه الحدث الرياضى المهم يوم الأربعاء القادم على ملعب ستاد المريخ بمدينة أم درمان.
ويبدو الشارع الرياضى السودانى مشغولا بالمباراة الحاسمة بين مصر والجزائر والتى تحدد لها الأربعاء، ولا يخفى السودانيون فرحتهم باستضافة الحدث الكبير الذى يحظى باهتمام عربى وافريقى وعالمى.
وشكل الاتحاد السودانى لكرة القدم يوم الأحد غرفة عمليات لوضع التدابير اللازمة لقيام المباراة وتنظيمها بالصورة المثلى، وقال صلاح حاج سعيد أمين المال بالاتحاد السودانى، فى تصريح خاص لوكالة أنباء ((شينخوا))، " الاستعدادات تجرى بصورة مثلى، لقد قمنا بتشكيل غرفة عمليات خاصة من أجل انجاح تنظيم هذه المباراة المهمة".
وكان "الفراعنة" قد حققوا فوزا صعبا علي "محاربي الصحراء"، ليرفعوا رصيدهم إلى 13 نقطة متساوين مع محاربي الصحراء في عدد النقاط وفارق الأهداف ليحتكم الفريقان إلي مباراة فاصلة، كما قرر الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفيا" سابقا.
وأضاف سعيد " سنستقبل هذا المساء الفريق الجزائرى اولا ومن بعده الفريق المصرى، هناك ترتيبات متعلقة باستضافة الفريقين، وقد فرغنا من الاجراءات الأمنية والادارية المتعلقة بالمباراة".
وشدد مسئول الاتحاد السودانى لكرة القدم على حيادية السلطات السودانية الرسمية، وقال " مصر والجزائر كلاهما بلد شقيق للسودان، وسنعمل بحيادية تامة، وقد توخينا هذه الحيادية حتى فيما يتعلق بتوزيع التذاكر لجمهور الفريقين وتنظيم جلوسهم بالملعب الذى يستضيف المباراة".
وأوضح أن مسئولى الفريق الجزائرى قد افادوا بقدوم نحو أربعة الاف مشجع جزائرى للخرطوم، فيما أبلغت مصر السلطات السودانية بوصول نحو 15 طائرة مصرية لمطار الخرطوم لنقل الاف المشجعين المصريين.
وأفاد سعيد بأن حكام المباراة والمراقب الفنى سيصلون إلى الخرطوم الاثنين، مشيرا إلى أن ثلاثة من الحكام من دولة سيشل والرابع كاميرونى، مبينا ان الفيفا لم يختار حتى الآن المراقب الادارى للمباراة، وتوقع ان يتم اختياره من السودان.
وقال صلاح حاج سعيد امين المال بالاتحاد السودانى لكرة القدم ان اختيار الخرطوم للمباراة الفاصلة بين مصر والجزائر يلقى باعباء كبيرة على عاتق الاتحاد السودانى، واضاف " لكننا نؤكد قدرتنا على استضافة هذا الحدث واخراجه بالصورة التى تشرف العرب والافارقة".
وأكد أن السلطات السودانية تحسب لاية احداث تصاحب المباراة نسبة لاهميتها، وقال " هذه مباراة مهمة وفاصلة ، نحن نتحسب لكل شئ ، وفى ذات الوقت سيكون لنا دور كبير باتجاه ازالة حالة التوتر التى صاحبت مباراة القاهرة واعادة الامور الى نصابها بين الاشقاء".
على صعيد الشارع السودانى، لم يخف المشجع السودانى فرحته بنتيجة مباراة مصر والجزائر امس والتى انتهت بفوز الفريق المصرى بهدفين دون مقابل وهى النتيجة التى قضت بمباراة الخرطوم الفاصلة.
وقال المعلق الرياضى محمد فضل الله، فى تصريح ل((شينخوا)) " الجمهور السودانى عاشق لكرة القدم ولذلك كانت ردة الفعل كبيرة تجاه نتيجة مباراة القاهرة كونها حكمت بمباراة فاصلة مسرحها السودان، وهى فرصة تاريخية للجمهور السودانى لان يكون جزءا من هذا الحدث".
واستبعد فضل الله ان يكون اختيار مصر للخرطوم لمباراتها الفاصلة سببا لانحياز الجمهور السودانى للفريق المصرى، وقال " بالتأكيد ستكون هناك نسبة تأييد كبيرة لمصر، ولكن لن يكون هناك انحياز بالكامل للفريق المصرى، وسيجد الفريق الجزائرى ايضا من يشجعه من السودانيين، كلا الفريقين عربى وافريقى وشقيق، ان السودانيين يتفهمون اختيار الجزائر لتونس لقرب المسافة، كما فعلت مصر عندما اختارت الخرطوم".
ولكن الصحفى الرياضى ياسر المنا يرى فى تصريح لـ((شينخوا)) أن اختيار مصر للخرطوم مقرا للمباراة الفاصلة سيؤثر كثيرا على موقف المشجع السودانى، وقال " كرة القدم تتأثر بالعاطفة والامور الوجدانية، متوقعا أن يكون غالب المشجعين السودانيين مع الفريق المصرى".
وأرجع المنا فرحة الجمهور السودانى باستضافة منتخبى مصر والجزائر إلى الفرصة التاريخية التى توفرها المباراة للسودان لاظهار مدى قدرته على تنظيم أحداث رياضية مهمة، وعكس التطور فى مجال البنى التحتية الرياضية بالسودان.
وقال " هذه المباراة تشكل حدثا تاريخيا بكل معانى الكلمة، واختيار السودان كمسرح لهذا الحدث يعوض الجمهور السودانى عن خروج منتخبه الوطني من التصفيات الافريقية المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا ونهائيات أمم افريقيا بانجولا". (شينخوا)
مع تحياتي ميرو